حاجتنا إلى البرامج الأدبية والثقافية

د. عبد الرحمن السلمي

النشاط التعليمي المتكامل الذي تتسم مخرجاته بالجودة والتميز يقدر دور الكلمة البليغة التي لها عميق الأثر في الرقي بالمرء وبناء فكره وشحذ همته وصقل موهبته .

لقد اودع الخالق العظيم في مدارك الأفكار وفي مشاعر الوجدان الفطرية ما تدرك به جمال الأسلوب وسحر البيان الأخاذ، وهذا ما يمكن تسميته بالحس الأدبي أو الذائقة الأدبية وهو ما يجعل المتلقين يحسون بجمال الحسن ويطربون له ويشعرون بقبح القبيح وينفرون منه.

والمؤسسات التعليمية التي تهتم بتعليم أبنائنا الطلاب ينبغي أن تدرك الميل الفطري والتلهف النفسي عند الناشئة حيال القراءة والإنشاء ومحاولة الإمساك بالقلم فهذه الميول تكاد تكون مجالاً رحباً لإثبات الذات خاصة عند المراهقين وبداية مراحل الشباب ومن هنا لا يمكن للنشاط التعليمي المتكامل أن يهمش البعد الثقافي والأدبي أو يلغيه من خارطة الأولويات والاهتمامات . فالثقافة والأدب في كل أمة عنوان هويتها وإحدى الركائز المهمة التي تحفظ للمجتمع شخصيته وقوته وتوحد بين أهدافه وغاياته.

إن برامجنا وأنشطتنا الأكاديمية في المؤسسات التعليمية ينبغي أن تضع ضمن أولوياتها مشروع إخراج الأديب الذي يحمل هم التربية والإصلاح في مشروعه الأدبي للنهوض بالمجتمع.

إن سيادة الثقافة الأصيلة يبشر بظهور مواهب أدبية واعدة وأقلام فكرية بناءة.

وأخيراً أتمنى أن نساهم جميعاً في نشر هذه الإضاءة الجميلة ، " مهما كانت الموهبة التي في أيدينا رائعة فإنها ستبقى عرضة للتلف ولكن عندما نمحها للآخرين نكون قد امتلكناها للأبد" .

صحيفة أخبار الجامعة 26/5/1428هـ

آخر تحديث
12/2/2008 7:25:11 AM